وابن المنذر عن الربيع بن خيثم قال في قوله تعالى :﴿ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المقربين فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ﴾ : هذا له عند الموت، وفي قوله تعالى :﴿ وَجَنَّةٍ نَعِيمٍ ﴾ تخبأ له الجنة إلى يوم يبعث ولينظر ما المراد بالريحان على هذا، وعن بعض السلف ما يقتضي أن يكون الكل في الآخرة.
﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أصحاب اليمين ﴾ عبر عنهم بالعنوان السابق إذ لم يذكر لهم فيما سبق وصف ينبىء عن شأنهم سواه كما ذكر للفريقين الأخيرين، وقوله تعالى :
﴿ فسلام لَّكَ مِنْ أصحاب اليمين ﴾ قيل : هو على تقدير القول أي فيقال لذلك المتوفى منهم سلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين أي يسلمون عليك كقوله تعالى :﴿ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قِيلاً سلاما سلاما ﴾ [ الواقعة : ٢٥، ٢٦ ] فالخطاب لصاحب اليمين ولا التفات فيه مع تقدير القول، و﴿ مِنْ ﴾ للابتداء كما تقول سلام من فلان على فلان وسلام لفلان منه.
وقال الطبري : معناه فسلام لك أنت من أصحاب اليمين، فمن أصحاب اليمين خبر مبتدأ محذوف والكلام بتقدير القول أيضاً، وكأن هذا التفسير مأخوذ من كلام ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
أخرج ابن جرير.
وابن المنذر عنه أنه قال في ذلك : تأتيه الملائكة من قبل الله تعالى تسلم عليه وتخبره أنه من أصحاب اليمين، والظاهر أن هذا على هذا المعنى عند الموت، وأنه على المعنى السابق في الجنة.