وقرأ ابن عباس، وعائشة، والحسن، وقتادة، ونصر بن عاصم، والجحدري :( فروح ) بضم الراء، ورويت هذه القراءة عن يعقوب، قيل : ومعنى هذه القراءة : الرحمة لأنها كالحياة للمرحوم، والريحان : الرزق في الجنة، قاله مجاهد، وسعيد بن جبير، ومقاتل.
قال مقاتل : هو الرزق بلغة حمير، يقال : خرجت أطلب ريحان الله أي : رزقه، ومنه قول النمر بن تولب :
سلام الإله وريحانه... ورحمته وسماء درر
وقال قتادة : إنه الجنة.
وقال الضحاك : هو الرحمة.
وقال الحسن : هو الريحان المعروف الذي يشمّ.
قال قتادة، والربيع بن خيثم : هذا عند الموت، والجنة مخبوءة له إلى أن يبعث، وكذا قال أبو الجوزاء، وأبو العالية، ومعنى ﴿ وجنة نعيم ﴾ أنها ذات تنعم، وارتفاع روح، وما بعده على الابتداء، والخبر محذوف أي : فله روح.
﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ ﴾ ذلك المتوفى ﴿ مِنْ أصحاب اليمين ﴾ وقد تقدّم ذكرهم، وتفصيل أحوالهم، وما أعدّه الله لهم من الجزاء ﴿ فسلام لَّكَ مِنْ أصحاب اليمين ﴾ أي : لست ترى فيهم إلاّ ما تحبّ من السلامة، فلا تهتم بهم، فإنه يسلمون من عذاب الله، وقيل : المعنى : سلام لك منهم أي : أنت سالم من الاغتمام بهم، وقيل المعنى : إنهم يدعون لك، ويسلمون عليك، وقيل : إنه ﷺ يحيى بالسلام إكراماً، وقيل : هو إخبار من الله سبحانه بتسليم بعضهم على بعض، وقيل المعنى : سلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين.
﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المكذبين الضالين ﴾ أي : المكذبين بالبعث الضالين عن الهدى، وهم أصحاب الشمال المتقدّم ذكرهم، وتفصيل أحوالهم.
﴿ فَنُزُلٌ مّنْ حَمِيمٍ ﴾ أي : فله نزل يعدّ لنزوله من حميم، وهو الماء الذي قد تناهت حرارته، وذلك بعد أن يأكل من الزقوم كما تقدم بيانه :﴿ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ يقال : أصلاه النار وصلاه، أي : إذا جعله في النار، وهو من إضافة المصدر إلى المفعول، أو إلى المكان.