من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ".
وظيفة الأمة الإسلامية بين الناس أن تعرف الله وأن تعرف به، وأن تعبده وتيسر للآخرين عبادته. فهى تجاهد لتحمى حق العبادة، وتمنع الفتانين من فرض ضلا لهم على غيرهم! فإذا وجد من يقول للمستضعفين " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا "، قال المسلمون له والأرض لك ولغيرك، ومن حقه أن يبقى فيها بالعقيدة التى اختارها، ونحن مع المضطهد حتى يطمئن! وتبدأ السورة فى رسم الطريق للأمة الإسلامية حتى تؤدى رسالتها العالمية. فنقرأ قوله تعالى: "آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير ". الإيمان والإنفاق عنصران رئيسان كى تنجح الأمة فى بلوغ غايتها، ثم يعقب هذا الإجمال تفصيل، لا عذر للمسلمين فى الاستمساك بدينهم والعيش به إلى آخر الدهر، فقد جاءهم نبى أخرجهم من الظلمات إلى النور، وختم بهم الوحى السماوى وجعلهم خير أمة أخرجت للناس، فهل يجوز أن يستبدلوا بدينهم مذهبا آخر من أهواء الناس؟ إن الحضارة الحديثة "تعرض" عليهم أن يتركوا الإسلام وأن يعتنقوا أى نزعة قومية، أو فكرة البعث العربى، أو أى دين آخر!! المهم أن يتركوا كتاب ربهم وسنة نبيهم! وقد استجاب البعض لهذه العروض الحديثة وقدموها على الإسلام، وأخرجوا الألوف المؤلفة من الأجناس التى رضيت الله ربا والإسلام دينا، وأحدثوا فتنا هائلة أساءت إلى الأتراك والأكراد والفرس والبربر والهنود والزنوج. إنها وثنيات جديدة يمنع منها قوله تعالى " وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين * هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم ". "والغريب أن الأمة العربية التى وعى لسانها القرآن من أغنى أمم الأرض، فأحشاء الدنيا فى يدها، وأرضها الخصبة تفيض سمنا وعسلا، وصحراؤها