شديد، أما تعلقنا بالآخرة فوهم، ولو كان حقا ما أجدانا، فإن علومنا الأرضية تتذبذب عند درجة الصفر. وكيف يسود الأرض من لا يعى شيئا من قوانينها؟ إننا نلمح الشعرة فى تفاوت الناس من حظوظ الدنيا، ولا نلمح الخشبة عندما يكون التفاوت فى حقوق الله. واليوم يجد المسلمون أنفسهم فى موقع عصيب، فاليهود - وعددهم فى العالم أقل من سكان سوريا - يريدون الاستيلاء على مقدرات العالم الإسلامى الذى يزيد على خمس سكان
الأرض! وأتباع الملل الأخرى من كتابيين ووثنيين يجتاحوننا فى جبهات كثيرة، فهل الذين نزلت عليهم سورة الحديد يشعرون الآن بما تقول؟ وختمت السورة بآيتين توصيان المسلمين بالعودة إلى الله والاقتداء برسوله. والحق أن السلف الأول انتقلوا من السفح إلى القمة، عندما التفوا حول هذا القرآن وتدبروا آياته. كانوا نفرا يعد على الأصابع، ثم حزبا يشق طريقه بجهد جهيد، وفى سنوات معدودات أضحوا دولة عظمى اختفت أمامها دول حكمت العالمين قرونا. ولا مانع بتة أن يعيد التاريخ نفسه، إذا أعاد المسلمون علاقتهم بكتابهم ومشوا وراء نبيهم.. يقول تعالى خاتما هذه السورة " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله.... ". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٤٤١ ـ ٤٤٥﴾


الصفحة التالية
Icon