قرأها عاصم، وبعض أهل المدينة (نزَل) مشددة، وقرأها بعضهم: "وما نَزَل مخففة" وفى قراءة عبدالله: وما أنزل من الحق، فهذا قوةٌ لمن قرأ: نَزّل.
وقوله: ﴿وَلاَ يَكُونُواْ...﴾.
فى موضع نصب، معناه: ألم يأنِ لهم أن تخشع قلوبهم، وألا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب، ولو كان جزما كان صوابا على النهى.
﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾
وقوله: ﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ...﴾.
قرأها عاصم: إنّ المصَدِّقين والمصَدِّقات بالتخفيف للصاد، يريد: الذين صدّقوا الله ورسوله، وقرأها آخرون: إِن المصَّدّقين يريدون: المتصدقين بالتشديد، وهى فى قراءة أُبّى: إن المتصدقين والمتصدقات بتاءٍ ظاهرة، فهذه قوة لم قرأ إن المصّدّقين بالتشديد.
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾
وقوله: ﴿أُوْلَائِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ...﴾ انقطع الكلام عند صفة الصديقين.
ثم قال: ﴿وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ...﴾ يعنى: النبيين لهم أجرهم ونورهم، فرفعتَ الصديقين بهم، ورفعت الشهداء بقوله: ﴿لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ...﴾.
﴿ اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾


الصفحة التالية
Icon