(فإن الله هو الغني) [٢٤] "هو" في مثل هذا الموضع فصل في عبارة البصريين، [وعماد] في عبارة الكوفيين. قال سيبويه: إنما يدخل، ليعلم أن الاسم قبله قد تم، ولم يبق نعت ولا بدل، فينتظر الخبر. ومثله: (إني أنا ربك)، (أنهم هم الفائزون)، (إنا نحن نزلنا الذكر)، فكلها فصول مؤكدة لا موضع لها من الإعراب. وهذا أصوب وأقرب ممن قال: إنه مبتدأ، و"الغني": خبره، و"الحميد": خبر بعد خبر، والجملة من المبتدأ والخبر، خبر، لأن كونهما خبري إن من
غير واسطة أقصد [وأقسط] من أن [يجعلا خبرا] مبتدأ، ثم "هو" وهما: خبر "إن". (وأنزلنا الحديد) [٢٥] قيل: إن آدم هبط إلى الأرض بالسندان والمطرقة والكلبتين/وقيل: إنها من الأرض، ومعنى الإنزال: الإظهار، [فالماء] ينزل من السماء، ثم يغور في الأرض، ثم ينعقد في المعادن جواهر، مثل: الكبريت والزئبق، فيكون بامتزاجهما على الأيام الحديد ونحوه، ومثلها قوله: (وأنزل لكم [من] الأنعام).
(وليعلم الله من ينصره ورسله) [٢٥] أي: أزيحت العلل في خلق الأشياء وتيسير المنافع والمصالح، ليعلم الله من ينصره. (بالغيب) [٢٥] أي: سره مثل علانيته. (رهبانية) [٢٧] تقديره: وابتدعوا رهبانية. (ما كتبناها عليهم) [٢٧] [أي: ما كتبنا عليهم] غير ابتغاء رضوان الله. (كفلين من رحمته) [٢٨] نصيبين، أحدهما لإيمانهم بالرسل الأولين، والثاني لإيمانهم بخاتم النبيين. (لئلا يعلم أهل الكتاب) [٢٩] قيل: إن يعلم هنا بمعنى: "يظن" كما جاء "الظن" في مواضع بمعنى "العلم".
وقيل: معناه: لأن يعلم، قال الراجز: ١٢٥٧- ولا ألوم البيض ألا تسخرا ١٢٥٨- وقد رأين الشمط القفندرا أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ١٤٦٦ ـ ١٤٧٨﴾


الصفحة التالية
Icon