وخصوصا ما يتعلق بالكهرباء الذي لا يستغنى عنه في كثير من ذلك، والذي هو سر من أسرار اللّه الذي لم يدرك البشر ماهيته ولا كيفيته حتى الآن، ولهذا يقول اللّه تعالى "وَمَنافِعُ" كثيرة فيه "لِلنَّاسِ" لا تحصى من الإبرة فما فوقها، ولا غنى لأحد عنه، وفي التعميم بعد التخصيص دلالة على عظيم حاجة البشر إليه "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ" أي أنه أنزل هذه الأشياء، لتلك الغايات المارة ولغيرها مما يظهره الزمان، ويظهر للناس "مَنْ يَنْصُرُهُ" ويقيم دينه من خلقه باستعمال العدل الذي يمكن إجراؤه أولا برسائل النّصح والإرشاد والوعظ والزجر، وثانيا باستعمال السّيف والرّمح والنّبل التي يقل فيها القتل وتؤثر في إجبار الباغي على إقامة العدل، وثالثا بالبنادق والمدافع والقذائف والصّواعق، ورابعا بالمدمرات الذرية والمهلكات الأخرى التي سيظهرها الزمن بما هو أعظم وأعظم ولا يقبله العقل مما سيعمله هذا البشر الذي انطوى فيه العالم الأكبر، وسخر له اللّه الحجر والمدر والماء والنّار والهواء، وجميع معادن الأرض الجامدة والسّائلة والقوية والرّخوة ليستخدمها فيما يظهره اللّه على يديه في إصلاح العالم وإفساده وإعماره وإبادته "وَ" يعلم من ينصر "رُسُلَهُ" الداعين إلى طريقه السّوي "بِالْغَيْبِ" أي ليؤمنوا به عن غير رؤية ويؤمنوا بالآخرة من غير مشاهدة، فهؤلاء الكرام الّذين آمنوا باللّه ورسله وبذلوا نفوسهم لإقامة العدل بين النّاس وطهارة الأرض ممن يكفر باللّه وهو يأكل رزقه، ويفسد ولا يصلح، قبل أن يروه في الآخرة، وقبل أن يشاهدوا ما وعدهم به على لسان رسلهم القائمين بتنفيذ أوامره ونواهيه في الدنيا، الطائعين له الطّاعة المحمودة
المرجو ثوابها عنده.