فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة


قال ابن خالويه :
ومن سورة الحديد
قوله تعالى ﴿ وقد أخذ ميثاقكم ﴾ يقرأ بفتح الهمزة ونصب ميثاقكم وبضم الهمزة ورفع ميثاقكم فالحجة لمن فتح انه جعله فعلا لفاعل فنصب ميثاقكم بتعدي الفعل اليه والحجة لمن ضم انه بنى الفعل لما لم يسم فاعله فدل بالضمة عليه ورفع ميثاقكم باسم ما لم يسم فاعله والالف في الوجهين الف اصل
قوله تعالى ﴿ وكلا وعد الله الحسنى ﴾ يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب
كلا انه اعمل فيه وعد مؤخرا كما يعملها مقدما والحجة لمن رفع انه ابتدأ كلا وجعل الفعل بعده خبرا عنه وعداه الى الضمير بعده يريد وكل وعده الله الحسنى ثم خزل الهاء تخفيفا لانها كناية عن مفعول وهو فضلة في الكلام قال الشاعر
ثلاث كلهن قتلت عمدا
فأخزى الله رابعة تعود
اراد قتلتهن
قوله تعالى ﴿ فيضاعفه ﴾ يقرأ بإثبات الالف والتخفيف وبحذفها والتشديد فالحجة لهما مذكورة فيما تقدم
قوله تعالى ﴿ انظرونا ﴾ يقرأ بوصل الالف وضم الظاء وبقطعها وكسر الظاء الحجة لمن وصل انه جعله من الانتظار والحجة لمن قطع انه جعله بمعنى التأخير
قوله تعالى ﴿ وما نزل من الحق ﴾ يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر فيما مضى
قوله تعالى ﴿ إن المصدقين والمصدقات ﴾ يقرآن بتشديد الصاد وتخفيفها فالحجة لمن شدد انه اراد المتصدقين فأسكن التاء وادغمها في الصاد فالتشديد لذلك والحجة لمن خفف انه حذف التاء تخفيفا واختصارا
قوله تعالى ﴿ فإن الله هو الغني الحميد ﴾ يقرأ بإثبات هو بين الاسم والخبر وبطرحه فالحجة لمن اثبته انه جعله فاصلة عند البصريين وعمادا عند الكوفيين ليفصل بين النعت والخبر وله وجه آخر في العربية وهو ان يجعل هو اسما مبتدأ والغني خبر فيكونا جملة في موضع رفع خبر ان ومثله ان ﴿ شانئك هو الأبتر ﴾
وما ورد عليك من امثال هذا فأجره على احد هذيه الوجهين والحجة لمن طرحه انه جعل الغني خبر ان بغير فاصلة والحميد نعتا له


الصفحة التالية
Icon