ولذلك قال فى آخر الحشر بعد قوله :﴿اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ﴾ ﴿يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أِى خَلْقُها.
قوله :﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وبعده ﴿لَهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ ليس بتكرار ؛ لأَنَّ الأُولى فى الدّنيا ؛ لقوله :﴿يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ والثَّانية فى العقبى ؛ لقوله :﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾.
قوله :﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ بزيادة ﴿هُوَ﴾ لأَن ﴿بُشْرَاكُمُ﴾ مبتدأ ﴿جَنَّاتٌ﴾ خبره ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾ صفة لها ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾ حال ﴿ذَلِكَ﴾ إِشارة إِلى ما قبله.
و﴿هُوَ﴾ تنبيه على عظم شأْن المذكور ﴿الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ خبره.
قوله :﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ ابتداء كلام ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا﴾ عَطْف عليه.
﴿ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً﴾ سبق.
قوله :﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ﴾، وفى التَّغابن ﴿مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ فصّل فى هذه السّورة، وأَجمل هناك ؛ موافقة لما قبلها فى هذه السّورة، فإِنَّه فصّل أَحوال الدّنيا والآخرة فيها، بقوله :﴿اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ الآية.
فضل السّورة
فيه الحديث الضعيف عن أُبىّ : مَن قرأَ سورة الحديد كُتِب من الذين آمنوا بالله ورسوله، وحديث علىّ : يا علىّ من قرأَها شرّكه الله فى ثواب المجاهدين، ولا يغلُّه بأَغلال النَّار، وله بكل آية قرأَها مثلُ ثوابِ القائم بما أَمر الله. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٤٥٣ ـ ٤٥٥﴾