وقرأ الباقون إن المصدقين والمصدقات بتشديد الصاد فيهما أرادوا المتصدقين والمتصدقات فأدغموا التاء في الصاد وحجتهم أن في حرف أبي إن المتصدقين والمتصدقات بتاء ظاهرة فهي حجة لمن قرأ بالتشديد وأخرى وهي في قوله وأقرضوا الله قرضا حسنا وذلك أن القرض هو أشبه بالصدقة من التصديق وحجة من خفف هي أن التخفيف في قوله المصدقين أعم من التشديد ألا ترى أن المصدقين بالتشديد مقصورة على الصدقة و المصدقين بالتخفيف يعم التصديق والصدقة لأن الصدقة من الإيمان فهو أوجب في باب المدح لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتكم ٢٣
قرأ أبو عمرو ولا تفرحوا بما أتاكم قصرا أي جاءكم وحجته في ذلك أن فاتكم معادل به أتاكم فكما أن الفعل للغائب في قوله فاتكم كذلك يكون الفعل للآتي في قوله بما أتاكم
قال أبو عمرو وتصديقها في آل عمران ولا ما أصابكم قال ف اصابكم وجاءكم سواء
وقرأ الباقون بما آتاكم بالمد أي أعطاكم وحجتهم في ذلك أن في حرف ابي وابن مسعود بما أوتيتم أي أعطيتم الذين يبخلون ويأمرون بالناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ٢٤
قرأ حمزة والكسائي ويأمرون الناس بالبخل بفتح الباء والخاء وقرأ الباقون بالبخل وهما لغتان مثل الرشد والرشد
قرأ نافع وابن عامر فإن الله الغني الحميد ليس فيها هو وكذلك في مصاحفهما وقرأ الباقون فإن الله هو الغني الحميد فمن أسقط فإنه جعل الغني خبر إن و الحميد نعت ومن زاد هو فله مذهبان في النحو أحدهما أن يجعل هو عمادا أو فاصلة والمذهب الثاني أن يجعل هو ابتداء و الغني خبره وتكون الجملة في موضع خبر إن ومثله إن شانئك هو الأبتر. أ هـ ﴿حجة القراءات صـ ٦٩٧ ـ ٧٠٢﴾