بِهِ، فَلَمْ أَزَلْ مُجَاهِداً بِهِ حتى قُبِضْتُ وَأَنَا على ذَلِكَ، فَيَرْمِي بِسَيْفِهِ إلَى الخَزَنَةِ، وَيَنْطَلِقُ، لاَ يُثْنُونَهُ وَلاَ يَحْبِسُونَهُ عَنِ الجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا، فَيَمْكُثُ فِيهَا دَهْراً، ثُمَّ يَمُرُّ بِهِ أَخُوهُ المُوَسَّعُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لَهُ : يَا فُلاَنُ، مَا حَبَسَكَ؟! فَيَقُولُ : مَا خُلِّيَ سَبِيلِي إلاَّ الآن، وَلَقَدْ حُبِسْتُ مَا لَوْ أَنَّ ثَلاَثَمِائَةِ بِعِيرٍ أَكَلَتْ خَمْطاً، لاَ يَرِدْنَ إلاَّ خِمْساً وَرَدْنَ على عِرْقِي لَصَدَرْنَ مِنْهُ رِيًّا " انتهى.
وقوله تعالى :﴿ فاليوم لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ... ﴾ الآية : استمرارٌ في مخاطبة المنافقين ؛ قاله قتادة وغيره.
وقوله تعالى :﴿ هِىَ مولاكم ﴾ قال المفسرون : معناه : هي أولى بكم، وهذا تفسير بالمعنى، وإنَّما هي استعارة ؛ لأَنَّها من حيثُ تَضُمُّهم وتباشِرُهم هي تواليهم وتكون لهم مكانَ المولى، وهذا نحو قول الشاعر :[ الوافر ]
.................. تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ. أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ٤ صـ ﴾