وقال الآلوسى :
﴿ يَوْمَ تَرَى المؤمنين والمؤمنات ﴾
ظرف لما تعلق به ﴿ له ﴾ [ الحديد : ١١ ] أوله أو لقوله تعالى :﴿ فَيُضَاعِفَهُ ﴾ [ الحديد : ١١ ] أو منصوب بإضمار اذكر تفخيماً لذلك اليوم، والرؤية بصرية والخطاب لكل من تتأتى منه أو لسيد المخاطبين ﷺ، وقوله عز وجل :﴿ يسعى نُورُهُم ﴾ حال من مفعول ترى والمراد بالنور حقيقته على ما ظهر من شموس الأخبار وإليه ذهب الجمهور والمعنى يسعى نورهم إذا سعوا.
﴿ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمانهم ﴾ أخرج ابن أبي شيبة.
وابن جرير.
وابن المنذر.
وابن أبي حاتم.
والحاكم وصححه.
وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قال :" يؤتون نورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة وأدناهم نوراً من نوره على إبهامه يطفأ مرة ويقد أخرى " وظاهره أن هذا النور يكون عند المرور على الصراط، وقال بعضهم : يكون قبل ذلك ويستمر معهم إذا مروا على الصراط، وفي الأخبار ما يقتضيه كما ستسمعه قريباً إن شاء الله تعالى، والمراد أنه يكون لهم في جهتين جهة الإمام وجهة اليمين وخصا لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ووراء ظهورهم، وفي "البحر" الظاهر أن النور قسمان : نور بين أيديهم يضيء الجهة التي يؤمونها.
ونور بأيمانهم يضيء ما حوليهم من الجهات، وقال الجمهور : إن النور أصله بأيمانهم والذي بين أيديهم هو الضوء المنبسط من ذلك، وقيل : الباء بمعنى عن أي وعن أيمانهم والمعنى في جميع جهاتهم، وذكر الأيمان لشرفها انتهى، ويشهد لهذا المعنى ما أخرج ابن أبي حاتم.
والحاكم وصححه.
وابن مردويه عن عبد الرحمن بن جبير بن نضير أنه سمع أبا ذر.


الصفحة التالية
Icon