﴿ ارجعوا وَرَاءكُمْ ﴾ قال ابن عباس : أي من حيث جئتم من الظلمة أو إلى المكان الذي قسم فيه النور على ما صح عن أبي أمامة ﴿ فالتمسوا نُوراً ﴾ هناك، قال مقاتل : هذا من الاستهزاء بهم كما استهزءوا بالمؤمنين في الدنيا حين قالوا ﴿ آمنا ﴾ [ البقرة : ١٤ ] وليسوا بمؤمنين، وذلك قوله تعالى :﴿ الله يَسْتَهْزِىء بِهِمْ ﴾ [ البقرة : ١٥ ] أي حين يقال لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً، وقال أبو أمامة : يرجعون حين يقال لهم ذلك إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئاً فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور وهي خدعة الله تعالى التي خدع بها المنافقين حيث قال سبحانه :﴿ يخادعون الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [ النساء : ١٤٢ ]، وقيل : المراد ارجعوا إلى الدنيا والتمسوا نوراً أي بتحصيل سببه وهو الايمان أو تنحوا عنا والتمسوا نوراً غير هذا فلا سبيل لكم إلى الاقتباس منه، والغرض التهكم والاستهزاء أيضاً.
وقيل أرادوا بالنور ما وراءهم من الظلمة الكثيفة تهكما بهم وهو خلاف الظاهر، وأياً مّا كان فالظاهر أن وراءكم معمول لارجعوا.
وقيل : لا محل له من الإعراب لأنه بمعنى ارجعوا فكأنه قيل : ارجعوا ارجعوا كقولهم ﴿ وراءك ﴾ أوسع لك أي ارجع تجد مكاناً أوسع لك ﴿ نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم ﴾ أي بين الفريقين، وقرأ زيد بن علي.


الصفحة التالية
Icon