﴿ لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض ﴾ يتصرّف فيه وحده، ولا ينفذ غير تصرّفه وأمره، وقيل : أراد خزائن المطر والنبات، وسائر الأرزاق ﴿ يحيى ويميت ﴾ الفعلان في محل رفع على أنهما خبر لمبتدأ محذوف، أو في محل نصب على الحال من ضمير له، أو كلام مستأنف، لبيان بعض أحكام الملك، والمعنى : أنه يحيي في الدنيا ويميت الأحياء، وقيل : يحيي النطف وهي موات، ويميت الأحياء، وقيل : يحيي الأموات للبعث ﴿ وَهُوَ على كُلّ شَىْء قَدِيرٌ ﴾ لا يعجزه شيء كائناً ما كان.
﴿ هُوَ الاول ﴾ قبل كل شيء ﴿ والآخر ﴾ بعد كل شيء، أي : الباقي بعد فناء خلقه ﴿ والظاهر ﴾ العالي الغالب على كل شيء، أو الظاهر وجوده بالأدلة الواضحة ﴿ والباطن ﴾ أي : العالم بما بطن، من قولهم : فلان يبطن أمر فلان، أي : يعلم داخلة أمره، ويجوز أن يكون المعنى المحتجب عن الأبصار، والعقول، وقد فسّر هذه الأسماء الأربعة رسول الله ﷺ، كما سيأتي، فيتعين المصير إلى ذلك ﴿ وَهُوَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ ﴾ لا يعزب عن علمه شيء من المعلومات.
﴿ هُوَ الذى خَلَقَ السموات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ هذا بيان لبعض ملكه للسموات والأرض.
وقد تقدّم تفسيره في سورة الأعراف وفي غيرها مستوفي ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِى الأرض ﴾ أي : يدخل فيها من مطر وغيره ﴿ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ﴾ من نبات وغيره ﴿ وَمَا يَنزِلُ مِنَ السماء ﴾ من مطر وغيره ﴿ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ﴾ أي : يصعد إليها من الملائكة، وأعمال العباد، وقد تقدّم تفسير هذا في سورة سبأ ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ ﴾ أي : بقدرته، وسلطانه، وعلمه، وهذا تمثيل للإحاطة بما يصدر منهم أينما داروا في الأرض من برّ وبحر ﴿ والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ لا يخفى عليه من أعمالكم شيء ﴿ لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض ﴾ هذا التكرير للتأكيد ﴿ وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور ﴾ لا إلى غيره.


الصفحة التالية
Icon