بغايةِ الكمالِ وعزةِ المنالِ وقد حذفَ أداةَ التشبيةِ تنبيهاً على قوةِ المماثلةِ وبلوغِها حدَّ الإتحادِ كما فعلَ ذلكَ حيثُ قيل هم الصديقونَ والشهداءُ، وليستِ المماثلةُ بين ما للفريقِ الأولِ من الأجرِ والنورِ وبينَ تمام ما للفريقين الأخيرين بل بين تمام ما للأول من الأصل والأضعاف وبين ما للآخرين من الأصل بدون الأضعافِ وأمَّا على الوجهِ الثاني فمرجعُ الكلّ واحدٌ والمَعْنى لهمُ الأجرُ والنورُ الموعودان لهم، هَذا هو الذي تقتضيِه جزالةُ النظمِ الكريمِ وقد قيلَ والشهداءُ مبتدأٌ وعندَ ربِّهم خبرُهُ وقيلُ : الخبرُ لَهُم أجرُهم الخ ﴿ والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنا أُولَئِكَ ﴾ الموصوفون بتلك الصفةِ القبيحةِ ﴿ أصحاب الجحيم ﴾ بحيثُ لا يفارقونَها أبداً.