هناك، قال لوقا : فلما أكمل أيام صعوده أقبل بوجهه إلى يروشليم، وأرسل مخبرين قدام وجهه فمضوا ودخلوا قرية السامرة، لكيما يعدوا له فلم يقبلوه فقال تلميذاه يعقوب ويوحنا : يا رب تريد أن نقول فتنزل عليهم نار من السماء فتهلكهم كما فعل إليا، فالتفت فنهرهما قائلاً : لستما تعرفان أي روح أنتما، إن ابن البشر لم يأت ليهلك نفوس الناس بل يحيي، ومضى إلى قرية أخرى، وقال متى : حينئذ قدم إليه صبيان ليضع يده عليهم ويباركهم فنهرهم التلاميذ فقال لهم يسوع : جعوا الصبيان ولا تمنعوهم أن يأتوا إليّ لأن ملكوت السماوات لمثل هؤلاء، ووضع يده عليهم وبارك لهم، وقال مرقس : الحق أقول لكم، إن من لا يقبل ملكوت الله مثل صبي لا يدخلها، واحتضنهم ووضع يده عليهم وباركهم، وقال متى : ومضى من هناك وجاء إليه واحد وقال : يا معلم صالح - وقال مرقس : أيها الملعم الصالح - ما أعمل من الصلاح لأرث الحياة الدائمة، قال له : لماذا تقول : صالح، ولا صالح إلا الله الواحد، إن كنت تريد أن تدخل الحياة احفظ الوصايا، قال له : وما هي؟ قال يسوع : لا تقتل ولا تسرق ولا تزن ولا تشهد الزور، وقال مرقس : لا تجر، أكرم أباك وأمك - حب قريبك مثلك، قال له الشاب : كل هذا قد حفظته من صغري، قال له يسوع : إن كنت تريد أن تكون كاملاً فاذهب، وقال مرقس : فنظر إليه يسوع وأحبه، وقال : تريد أن تكون كاملاً، واحدة بقيت عليك : امض وبع كل شيء لك وأعطه للمساكين ليكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني، فلما سمع الشاب الكلام مضى حزيناً لأنه كان له مال كثير، فقال يسوع لتلامذته : الحق أقول لكم! إنه يعسر على الغني الدخول إلى ملكوت السماء، وأيضاً أقول لكم : إنه أسهل أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة من غني يدخل ملكوت السماوات، فلما سمع التلاميذ بهتوا جداً وقالوا : من يقدر أن يخلص، فنظر يسوع وقال لهم : أما عند الناس فلا يستطاع هذا، وأما عند الله فكل


الصفحة التالية
Icon