ولما ذكر أهل السعادة جامعاً لأصنافهم، أتبعهم أهل الشقاوة لذلك قال :﴿والذين كفروا﴾ أي ستروا ما دلت عليه أنوار عقولهم ومرائي فكرهم ﴿وكذبوا بآياتنا﴾ على ما لها من العظمة بنسبتها إلينا سواء كانوا في ذلك مساترين أو مجاهرين أو عمل العالم بها عمل المكذب ﴿أولئك﴾ أي المبعدون من الخير خاصة ﴿أصحاب الجحيم﴾ أي النار التي هي غاية في توقدها، خالدون فيها من بين العصاة، وأما غيرهم فدخولهم لها إذا دخلوها ليس على وجه الصحبة الدالة على الملازمة، وأولئك هم الكاذبون الذي لا تقبل لهم شهادة عند ربهم، لهم عقابهم وعليهم ظلامهم، والآية من الاحتباك : ذكر الصديقية وما معها أولاً دليلاً على أضدادها ثانياً، والجحيم ثانياً دليلاً على النعيم أولاً، وسره أن الأول أعظم في الكرامة، والثاني أعظم في الإهانة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ٤٤٩ ـ ٤٥١﴾