وضمير الفصل للقصر وهو قصر إضافي، أي هم الصدّيقون لا الذين كذّبوا بعضَ الرسل وهذا إبطال لأن يكون أهل الكتاب صدّيقين لأن تصديقهم رسولهم لا جدوى له إذ لم يصدّقوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم
واسم الإِشارة للتنويه بشأنهم وللتنبيه على أن المشار إليهم استحقوا ما يرد بعد اسم الإِشارة من أجل الصفات التي قبل اسم الإِشارة.
﴿ الصديقون والشهدآء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾.
يجوز أن يكون عطفاً على ﴿ الصديقون ﴾ عطفَ المفرد على المفرد فهو عطف على الخبر، أي وهم الشهداء.
وحكي هذا التأويل عن ابن مسعود ومجاهد وزيد بن أسلم وجماعة.
فقيل : معنى كونهم شهداء : أنهم شهداء على الأمم يوم الجزاء، قال تعالى :﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ]، فالشهادة تكون بمعنى الخبر بما يُثبت حقاً يجازى عليه بخير أو شر.
وقيل معناه : أن مؤمني هذه الأمة كشهداء الأمم، أي كقتلاهم في سبيل الله وروي عن البراء بن عازب يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فتكون جملة ﴿ عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ﴾ استئنافاً بيانياً نشأ عن وصفهم بتينك الصفتين فإن السامع يترقب ما هو نَوَالهم من هذين الفضلين.
ويجوز أن يكون قوله :﴿ والشهداء ﴾ مبتدأ وجملة ﴿ عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ﴾ خبر عن المبتدأ، ويكون العطف من عطف الجمل فيوقَف على قوله :﴿ الصديقون ﴾.


الصفحة التالية
Icon