وقال سبحانه :﴿ اعلموا أَنَّ الله يُحْىِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [ الحديد : ١٧ ] لئلا يقنط القاسي من رحمته تعالى ويترك الاشتغال بمداواة القلب الميت ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [ الحديد : ٢٧ ] أوردها الصوفية في باب الرعاية وقسموها إلى رعاية الأعمال والأحوال والأوقات ويرجع ما قالوه فيها على ما قيل إلى حفظها عن إيقاع خلل فيها ﴿ فاسقون يا أيها الذين ءامَنُواْ اتقوا الله وَءامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ﴾ أي نصيبين نصيباً من معارف الصفات الفعلية ونصيباً من معارف الصفات الذاتية ﴿ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً ﴾ من نور ذاته عز وجل وهو على ما قيل : إشارة إلى البقاء بعد الفناء، وقيل : هذا النور إشارة إلى نور الكشف والمشاهدة رتب سبحانه جعله للمؤمن على تقواه وإيمانه برسوله الأعظم ﷺ، وقيل : هو نور العلم النافع الذي يتمكن معه من السير في الحضرات الإلهية كما يشير إليه وصفه بقوله عز وجل :﴿ تَمْشُونَ بِهِ ﴾ [ الحديد : ٢٨ ] ؛ وفي بعض الآثار " من عمل بما علم علمه الله تعالى علم ما لم يعلم " وقال سبحانه :﴿ اتقوا الله وَيُعَلّمُكُمُ الله ﴾ [ البقرة : ٢٨٢ ] وكل ذلك في الحقيقة فضل الله تعالى والله عز وجل ذو الفضل العظيم نسأله سبحانه أن لا يحرمنا من فضله العظيم ولطفه العميم وأن يثبتنا على متابعة حبيبه الكريم عليه من الله تعالى أفضل الصلاة وأكمل التسليم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٧ صـ ﴾