وقال الإمام ابن قتيبة :
سورة المجادلة
مدنية كلها
١ - وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ أي تشكو، يقال : اشتكيت ما بي وشكوته.
٣ - وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ أي : يحرّمونهم تحريم ظهور الأمهات.
ويروي : ان هذا نزل في رجل ظاهر، فذكر اللّه قصته.
ثم تبع هذا كلّ ما كان من الأم محرما على الابن ان يطأه : كالبطن والفخذ، وأشباه ذلك.
وقوله : ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا، يتوهم قوم : ان الظاهر لا يحسب ولا يقع حتى يتكرر اللفظ به، لقول اللّه تعالى : ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا.
وقد اجمع الناس على ان الظّهار يقع بلفظ واحد.
فأمّا تأويل قوله : ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا، فإن أهل الجاهلية كانوا يطلّقون بالظّهار، فجعل اللّه حكم الظّهار في الإسلام خلاف حكمه عندهم في الجاهلية، وأنزل : وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ في الجاهلية ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا :[لما] كانوا يقولونه من هذا الكلام.
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ أي عتقها مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا.


الصفحة التالية
Icon