وقال ابن زنجلة :
٥٨ - سورة المجادلة
الذين يظهرون منكم من نسائهم ما هن أمهتهم إن أمهتهم إلا اللائي ولدنهم ٢
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو يظهرون بتشديد الظاء من غير ألف وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي الذين يظاهرون بالألف والتشديد وقرأ عاصم يظاهرون بضم الياء وتخفيف الظاء وكسر الهاء
تقول ظاهر من امرأته وظهر مثل ضاعف وضعف فتدخل التاء على كل واحد منهما فيصير تظاهر وتظهر يدخل حرف المضارعة فيصير يتظاهر ويتظهر ثم تدغم التاء في الظاء لمقاربتها فتصير يظاهر ويظهر بفتح الياء التي هي حرف المضارعة لأنها للمطاوعة كما يفتحها في يتدحرج الذي هو مطاوع دحرجته فتدحرج
ووجه الرفع في قوله ما هن أمهاتهم أنه لغة تميم قال سيبويه وهو أقيس الوجهين وذلك أن النفي كالاستفهام فكما لا يغير الاستفهام الكلام عما كان عليه في الواجب ينبغي ألا يغيره النفي عما كان عليه في الواجب ووجه النصب أنه لغة أهل الحجاز والأخذ بلغتهم في القرآن أولى وعليها جاء ما هذا بشرا
واما قول عاصم يظاهرون على وزن يفاعلون فحجته قولهم الظهار وكثر ذلك على الألسنة
اللائي قد ذكرت في سورة الأحزاب ويتنجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ٨
٢ - قرأ حمزة وينتجون بالإثم بالنون وضم الجيم من غير ألف على يفتعلون والأصل ينتجبون لأن لام الفعل ياء من ناجيت فاستثقلوا الضمة على الياء فحذفوها وقد حذفت لسكونها وسكون الواو يقال انتجى القوم ينتجون إذا تساروا
وقرأ الباقون ويتناجون على يتفاعلون لأن التفاعل والمفاعلة لا يكون إلا من اثنين فصاعدا فكذلك المناجاة بين جماعة وهو الأشبه بتشاكل الكلام في هذا الموضع قال الله جل وعز بعدها إذا تناجيتم وقال وتناجوا بالبر والتقوى فوقع الخط في هذين الموضعين على شيء يشاكل يتناجون