جارٍ مَجْرَى التعليلِ لِمَا قبلَهُ فإنَّ إلحافَهَا في المسألةِ ومبالغَتَها في التضرعِ إِلى الله تَعَالَى ومدافعتَهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ إِيَّاهَا بجوابٍ منبىءٍ عنِ التوقفِ وترقبِ الوحِي وَعِلمَهُ تَعَالَى بحالهِمَا منْ دَواعي الإجابةِ وَقيلَ هيَ حالٌ وهُوَ بعيدٌ وَقَولُهُ عزَّ وَجَلَّ :﴿ إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ تعليلٌ لِمَا قبلَهُ بطريق التحقيقِ أيْ مبالغٌ في العلمِ بالمسموعات والمبصَراتِ وَمنْ قضيتِهِ أنْ يسمعَ تحاورَهُمَا ويَرَى ما يقارنُهُ منَ الهيئاتِ التي منْ جُملِتَها رفعُ رأسِهَا إلى السماءِ وسائرُ آثارِ التضرعِ. وإظهارُ الاسمِ الجليلِ في الموقعينِ لتربيةِ المهابةِ وتعليلِ الحكمِ بوصفِ الألوهيةِ وتأكيدِ استقلالِ الجملتينِ.


الصفحة التالية
Icon