﴿ فَمَن لَّمْ يَجِدْ ﴾ أيْ الرقبةَ ﴿ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ ﴾ أيْ فعليهِ صيامُ شهرينِ ﴿ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ﴾ ليلاً أوْ نهاراً عمداً أَوْ خطأً ﴿ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ ﴾ أيْ الصيامَ لسببٍ منَ الأسبابِ ﴿ فَإِطْعَامُ سِتّينَ مِسْكِيناً ﴾ لكُلِّ مسكينٍ نصفُ صاعٍ منْ بُرَ أَوْ صاعٌ منْ غيرِهِ ويجبُ تقديمُهُ عَلَى المسيسِ لكن لا يستأنفُ إنْ مسَّ في خلالِ الإطعامِ ﴿ ذلك ﴾ إِشارةٌ إِلى مَامرَّ من الباينِ والتعليمِ للأحكامِ والتنبيُهُ عليهَا وَمَا فيهِ منْ معنى البُعدِ قَد مَرَّ سرُّهُ مِراراً ومحلُّه إمَّا الرفعُ عَلَى الابتداءِ أو النصبُ بمضمرٍ معللٌ بَما بعدَهُ أيْ ذلكَ واقعٌ أو فعلُنَا ذلكَ ﴿ لّتُؤْمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ ﴾ وتعملُوا بشرائعِهِ التي شرعَهَا لكُم وترفضُوا ما كنتُم عليه في جاهليتِكُم ﴿ وَتِلْكَ ﴾ إشارةٌ إِلى الأحكامُ المذكورةِ وما فيه من مَعْنى البُعدِ لتعظيمِها كما مَرَّ غيرَ مرةٍ ﴿ حُدُودَ الله ﴾ التِي لا يجوزُ تعدِّيهَا ﴿ وللكافرين ﴾ أي الذينَ لا يعملونَ بَها ﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ عبرَ عنْهُ بذلكَ للتغليظِ عَلَى طريقةِ قولِهِ تَعَالَى :﴿ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِىٌّ عَنِ العالمين. ﴾ ﴿ إِنَّ الذين يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ ﴾ أيْ يعادونَهُمَا ويشاقونهُمَا فإنَّ كلاًّ منَ المتعاديينِ كَما أنَّه يكونُ في عُدوةٍ وشقٍ غيرِ عُدوةِ الآخرِ وشقِّهِ كذلكَ يكونُ في حدَ غيرِ حَدِّ الآخرِ غيرَ أنَّ لورودِ المحادّةِ في أثناءِ ذكرِ حدودِ الله دونَ المعاداةِ والمشاقةِ من حسنِ الموقعِ ما لا غايةَ وراءَهُ ﴿ كُبِتُواْ ﴾ أيْ أخزُوا وَقيلَ خُذِلُوا وقيلَ أذلُّوا وقيل أهلكُوا وقيلَ لُعنُوا وقيلَ غِيظُوا وهُوَ ما وقعَ يومَ الخندقِ قالُوا معَنْى كُبتوا سيكبتونَ عَلَى طريقةِ قولِه تَعَالَى :﴿ أتى أَمْرُ الله ﴾ وقيلَ : أصلُ الكبتِ الكبُّ { كَمَا كُبِتَ


الصفحة التالية
Icon