قال الزجاج : استحوذ في اللغة استولى، يقال : حاوزت الإبل، وحذتها إذا استوليت عليها وجمعتها، قال المبرد : استحوذ على الشيء حواه وأحاط به، وقالت عائشة في حق عمر : كان أحوذياً، أي سائساً ضابطاً للأمور، وهو أحد ما جاء على الأصل نحو : استصوب واستنوق، أي ملكهم الشيطان واستولى عليهم، ثم قال :﴿فأنساهم ذِكْرَ الله أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشيطان أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشيطان هُمُ الخاسرون﴾ واحتج القاضي به في خلق الأعمال من وجهين الأول : ذلك النسيان لو حصل بخلق الله لكانت إضافتها إلى الشيطان كذباً والثاني : لو حصل ذلك بخلق الله لكانوا كالمؤمنين في كونهم حزب الله لا حزب الشيطان.
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠)
أي في جملة من هو أذل خلق الله، لأن ذل أحد الخصمين على حسب عز الخصم الثاني، فلما كانت عزة الله غير متناهية، كانت ذلة من ينازعه غير متناهية أيضاً. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٩ صـ ٢٣٩﴾