وجملة ﴿ لن تغني عنهم أموالهم ﴾ الخ خبر ثالث أو ثان عن ( إنّ ) في قوله تعالى :﴿ إنهم ساء ما كانوا يعملون ﴾ [ المجادلة : ١٥ ].
وجملة ﴿ أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ﴾ في موضع العلة لِجملة ﴿ لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً ﴾، أي لأنهم أصحاب النار، أي حق عليهم أنهم أصحاب النار.
وصاحب الشيء ملازمه فلا يفارقه.
إذ قد تقرر من قوله :﴿ أعد الله لهم عذاباً شديداً ﴾ [ المجادلة : ١٥ ] ومن قوله :﴿ فلهم عذاب مهين ﴾ [ المجادلة : ١٦ ] أنهم لا محيص لهم عن النار، فكيف تغني عنهم أموالهم وأولادهم شيئاً من عذاب النار.
وهذا كقوله تعالى :﴿ أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ﴾ [ الزمر : ١٩ ] أي ما أنت تنقذه من النار.
فإن اسم الإِشارة في مثل هذا الموقع ينبه على أن المشار إليه صار جديراً بما يرد بعد اسم الإِشارة من أجل الأخبار التي أخبر بها عنه قبل اسم الإِشارة كما تقدم في قوله تعالى :﴿ أولئك على هدى من ربهم ﴾ في سورة [ البقرة : ٥ ].
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨)
هذا متصل بقوله :﴿ ويحلفون على الكذب ﴾ إلى قوله :﴿ اتخذوا أيمانهم جنة ﴾ [ المجادلة : ١٤ - ١٦ ] وتقدم الكلام على نظير قوله :﴿ يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا ﴾ [ المجادلة : ٦ ].
كما سبق آنفاً في هذه السورة، أي اذكر يوم يبعثهم الله.
وحلفهم لله في الآخرة إشارة إلى ما حكاه الله عنهم في قوله :﴿ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ [ الأنعام : ٢٣ ].


الصفحة التالية
Icon