﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نُهُواْ عَنِ النجوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ ﴾ نزلتْ في اليهودِ والمنافقين كانوا يتناجَونَ فيما بينهُمْ ويتغامزونَ بأعينِهمْ إذَا رأَوْا المؤمنينَ فنهاهُمْ رسولُ الله ﷺ ثمَّ عادُوا لمثلِ فعلِهمْ والخطابُ للرسولِ عليه الصلاةُ والسَّلامُ والهمزةُ للتعجيبِ منْ حالهِمْ وصيغةُ المضارعِ للدلالةِ عَلَى تكررِ عَودِهمْ وتجددِهِ واستحضارِ صورتِهِ العجيبةِ وقولِهِ تَعَالى :﴿ ويتناجون بالإثم والعدوان وَمَعْصِيَتِ الرسول ﴾ عطفٌ عليهِ داخلٌ في حُكمهِ أيْ بِمَا هُوَ إثمٌ في نفسِهِ وعدوانٌ للمؤمنينَ وتواصٍ بمعصيةِ الرسولِ عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ وذكرُهُ عليِهِ الصلاةُ والسلامُ بعنوانِ الرسالةِ بينَ الخطابينِ المتوجهينِ إليهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ لزيادةِ تشنيعِهِم واستعظامِ معصيتِهم وقُرِىءَ وينتجونَ بالإثمِ والعِدْوَانِ بكسر العَين ومعصياتِ الرسولِ :﴿ وَإِذَا جَاءوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيّكَ بِهِ الله ﴾ فيقولونَ : السامُ عليكمْ. أو أنعِمْ صَباحاً والله سبحانَهُ يقولُ :﴿ وسلام على المرسلين ﴾ ﴿ وَيَقُولُونَ فِى أَنفُسِهِمْ ﴾ أيْ فِيمَا بينهُمْ ﴿ لَوْلاَ يُعَذّبُنَا الله بِمَا نَقُولُ ﴾ أيْ هلاَّ يعذبُنَا الله بذلكَ لوْ كانَ محمدٌ نبياً ﴿ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ ﴾ عذاباً ﴿ يَصْلَوْنَهَا ﴾ يدخلونَها ﴿ فَبِئْسَ المصير ﴾ أيْ جهنمُ ﴿ يا أيها الذين ءامَنُواْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ ﴾ فِي أنديتِكُمْ وَفِي خلواتِكم ﴿ فَلاَ تتناجوا بالإثم والعدوان وَمَعْصِيَةِ الرسول ﴾ كما يفعلُه المنافقونَ وَقُرِىءَ فلا تنتجُوا وَفلا تناجَوا بحذفِ إحدَى التاءين ﴿ وتناجوا بالبر والتقوى ﴾ أيْ بما يتضمنُ خيرَ المؤمنين والاتقاءَ عن معصيةِ الرسولِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ. ﴿ واتقوا الله الذى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ وحْدَهُ لاَ إلى غَيْرِهِ استقلالاً أوِ اشتراكاً