وقال ابن زيد : هذا في بيت النبيّ ﷺ، كان كل رجل منهم يحبّ أن يكون آخر عهده بالنبيّ ﷺ فقال الله تعالى :﴿ وَإِذَا قِيلَ انشزوا ﴾ عن النبيّ ﷺ ﴿ فَانشُزُواْ ﴾ فإنه له حوائج فلا تمكثوا.
وقال قتادة : المعنى أجيبوا إذا دعيتم إلى أمر بمعروف.
وهذا هو الصحيح ؛ لأنه يعم.
والنشز الارتفاع، مأخوذ من نشز الأرض وهو ارتفاعها ؛ يقال نَشَزَ يَنشُز ويَنْشِز إذا انتحى من موضعه ؛ أي ارتفع منه.
وامرأة ناشز منتحية عن زوجها.
وأصل هذا من النَّشَز، والنَّشز هو ما ارتفع من الأرض وتنحى ؛ ذكره النحاس.
السابعة : قوله تعالى :﴿ يَرْفَعِ الله الذين آمَنُواْ مِنكُمْ والذين أُوتُواْ العلم دَرَجَاتٍ ﴾ أي في الثواب في الآخرة وفي الكرامة في الدنيا، فيرفع المؤمن على من ليس بمؤمن والعالم على من ليس بعالم.
وقال ابن مسعود : مدح الله العلماء في هذه الآية.
والمعنى أنه يرفع الله الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم "دَرَجاتٍ" أي درجات في دينهم إذا فعلوا ما أُمِروا به.
وقيل : كان أهل الغنى يكرهون أن يزاحمهم من يلبس الصوف فيسْتَبِقون إلى مجلس النبيّ ﷺ فالخطاب لهم.
" ورأى عليه الصلاة والسلام رجلاً من الأغنياء يقبض ثوبه نفوراً من بعض الفقراء أراد أن يجلس إليه فقال :"يا فلان خشيتَ أن يتعدّى غناكَ إليه أو فقره إليك" " وبين في هذه الآية أن الرفعة عند الله تعالى بالعلم والإيمان لا بالسبق إلى صدور المجالس.
وقيل : أراد بالذين أوتوا العلم الذين قرؤوا القرآن.
وقال يحيى بن يحيى عن مالك :﴿ يَرْفَعِ الله الذين آمَنُواْ مِنكُمْ ﴾ الصحابة ﴿ والذين أُوتُواْ العلم دَرَجَاتٍ ﴾ يرفع الله بها العالم والطالب للحق.
قلت : والعموم أوقع في المسألة وأولى بمعنى الآية ؛ فيرفع المؤمن بإيمانه أولاً ثم بعلمه ثانياً.