ويروى أن هذه الآية نزلت في شأن حاطب بن أبي بلتعة ومخاطبته أهل مكة، وظاهر هذه الآيات، أنها متصلة المعنى، وأن هذا في معنى الذم للمنافقين الموالين لليهود، وإذا قلنا إنها في أمر حاطب جاء ذلك أجنبياً في أمر المنافقين، وإن كان شبيهاً به، والإخوان هنا إخوة النسب، كما عرف الإخوة أنه في النسب، وقد يكون مستعملاً في إيخاء الود، و﴿ كتب في قلوبهم الإيمان ﴾ معناه : أثبته. وخلقه بالإيجاد، وذهب أبو علي الفارسي وغيره من المعتزلة، إلى أن المعنى جعل في قلوبهم علامات تعرف الملائكة بها أنهم مؤمنون، وذلك لأنهم يرون العبد يخلق إيمانه، وقد صرح النقاش بهذا المذهب، وما أراه إلا قاله غير محصل لما قال. وأما أبو علي فعن بصيرته، وقرأ جمهور القراء " كَتَب " على بناء الفعل للفاعل، " والإيمان " بالنصب، وقرأ أبو حيوة وعاصم في رواية المفضل عنه " كُتِبَ " على بناء الفعل للمفعول، و" الإيمانُ " بالرفع، وقوله ﴿ أولئك ﴾ إشارة إلى المؤمنين الذين يقتضيهم معنى الآية، لأن المعنى لكنك تجدهم لا يوادون من حاد الله، وقوله تعالى :﴿ بروح منه ﴾ معناه : بهدى ولطف ونور وتوفيق إلهي ينقدح من القرآن، وكلام النبي عليه السلام، وقيل : المعنى بالقرآن لأنه روح، قيل : المعنى بجبريل عليه السلام، والحزب الطريق الذي يجمعه مذهب واحد، والمفلح : الفائز ببغيته، وباقي الآية بين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾