وعن الثوري أنه قال : كانوا يرون أنها نزلت في مَن كان يصحب السلطان.
وعن عبد العزيز بن أبي داود أنه لقي المنصور في الطواف فلما عرفه هرب منه وتلاها.
وعن النبيّ ﷺ أنه كان يقول :" اللّهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة فإني وجدت فيما أوحيت ﴿ لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر ﴾ إلى قوله ﴿ أولئك كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان ﴾ " أي خلق في قلوبهم التصديق ؛ يعني من لم يوال من حاد الله.
وقيل : كتب أثبت ؛ قاله الربيع بن أنس.
وقيل : جعل ؛ كقوله تعالى :﴿ فاكتبنا مَعَ الشاهدين ﴾ [ آل عمران : ٥٣ ] أي اجعلنا.
وقوله :﴿ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ [ الأعراف : ١٥٦ ] وقيل :"كَتَبَ" أي جمع، ومنه الكَتيبة ؛ أي لم يكونوا ممن يقول نؤمن ببعض ونكفر ببعض.
وقراءة العامة بفتح الكاف من "كَتَبَ" ونصب النون من "الإيمان" بمعنى كَتَبَ الله وهو الأجود ؛ لقوله تعالى :﴿ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ ﴾ وقرأ أبوالعالية وزِرّ بن حُبيش والمفضل عن عاصم "كُتِبَ" على ما لم يسمّ فاعله "الإيمَانُ" برفع النون.
وقرأ زِرّ بن حُبيش "وَعَشِيرَاتِهِمْ" بألف وكسر التاء على الجمع، ورواها الأعمش عن أبي بكر عن عاصم.
وقيل : كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ" أي على قلوبهم، كما في قوله ﴿ فِي جُذُوعِ النخل ﴾ وخص القلوب بالذكر لأنها موضع الإيمان.
"وَأَيَّدَهُمْ" قوّاهم ونصرهم بروح منه ؛ قال الحسن : وبنصر منه.
وقال الربيع بن أنس : بالقرآن وحججه.
وقال ابن جريج : بنور وإيمان وبرهان وهدى.
وقيل : برحمة من الله.
وقال بعضهم : أيدهم بجبريل عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon