[هم] أول من أجلى عن جزيرة العرب، وهى الحجاز.
﴿ مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ﴾
وقوله: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ...﴾.
حدثنا الفراء قال: حدثنى حِبَّان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال: أمر النبى صلى الله عليه بقطع النخل كله ذلك اليوم، يعنى: يوم بنى النضير إلاّ العجوة. قال ابن عباس: فكل شىء من النخل سوى العجوة، هو اللين.
قال الفراء: واحدته: لِينة، وفى قراءة عبدالله: "ما قطعتم من لِينَةٍ ولا تركتم قُوَّماً على أصوله إلا بإذن الله"، يقول: إلا بأمر الله.
وقوله: ﴿أُصوله...﴾.
ذهب إلى الجمع فى اللين كله، ومن قال: أُصُولها ـ ذهب إلى تأنيث النخل ؛ لأنه يذكر ويؤنث.
﴿ وَمَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَاكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
وقوله: ﴿فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ...﴾.
كان النبى صلى الله عليه قد أحرز غنيمة بنى النَّضِير وقُريظة وفَدَك، فقال له الرؤساء: خذ صفَّيك من هذه، وأفردنا بالربع، فجاء التفسير: إن هذه قُرًى لم يقاتلوا عليها بخيل، ولم يسيروا إليها على الإبل ؛ إنما مشيتم إليها على أرجلكم، وكان بينها وبين المدينة ميلان، فجعلها النبى صلى الله عليه لقوم من المهاجرين، كانوا محتاجين وشهدوا بدراً.
﴿ مَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾