نزلت في مال بني النضير، أي: الفيء الذي يكون من غير قتال، يكون للرسول يضعه حيث وضعه أصلح، فوضعه صلى الله عليه في المهاجرين. (كي لا يكون دولة) [٧] الدولة -بالفتح- في الحرب، والدولة -[بالضم]- في غيرها مما يتداوله الناس من متاع الدنيا./وقال أبو عبيدة: الدولة بالفتح في الأيام [و]بالضم في الأموال. (والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم) [٩]. هم الأنصار من أهل المدينة، آمنوا بالنبي عليه السلام قبل مصيره إليهم. (ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا) [٩] أي: لا يجدون حسداً على إيثار المهاجرين بمال بني النضير. (ومن يوق شح نفسه) [٩]
قال النبي عليه السلام: "وقي الشح من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة". (تحسبهم [جميعاً] وقلوبهم شتى) [١٤] أي: اجتمعوا على عدوانكم ومع ذلك اختلفت قلوبهم، لاختلاف أديانهم، وفي هذا اللفظ [قال] الشاعر: ١٢٥٩- إلى الله أشكو نية شقت العصا هي اليوم شتى [وهي] [أمس] جميع
(كمثل الذين من قبلهم) [١٥] أهل بدر. (نسوا الله) [١٩] تركوا أداء حقه. (فأنساهم أنفسهم) [١٩] بحرمان حظوظهم. -أو بالعذاب الذي مني به [أن يذكر] بعضهم بعضاً.
-أو بخذلانهم حتى تركوا طاعته. (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً) [٢١] أي: لو أنزلنا[ه] على جبل -والجبل مما يتصدع إشفاقاً وخشية- لتصدع مع [صلابته] [وقوته]، فكيف بكم مع ضعفكم وقلتكم. وقد أوضح هذا التأويل قوله: (وتلك الأمثال نضربها)، وله نظائر من كلام العرب مثل قول الشاعر: ١٢٦٧- ولو أن ما بي بالحصى قلق الحصى وبالريح لم يسمع لهن هبوب. وقول آخر:


الصفحة التالية
Icon