وقال ﴿كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً﴾ و"الدُّوْلَةُ" في هذا المعنى ان يكون ذلك المال مرة لهذا ومرة لهذا وتقول: "كانَتْ لَنَا عَلَيْهِم الدَوْلَة". واما انتصابها فعلى "كَيْلاَ يكونَ الفَيْءُ دُوْلَةً" و"كيلا تكون دُوْلَةً" أي: "لا تكون الغنيمةُ دُوَلةً" [و] يزعمون أنَّ "الدَوْلَة" ايضا في المال لُغةٌ لِلْعَرَب، ولا تكاد تعرف "الدَوْلَةٌ في المال".
﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
وقال ﴿وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً [١٧٥ ب] مِّمَّآ أُوتُواْ﴾ أي: مِمّا أُعْطُوا.
﴿ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾
وقال ﴿لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ﴾ فرفع الاخر لأنه معتمد لليمين لأن هذه اللام التي في أول الكلام انما تكون لليمين كقول الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد السبعون بعد المئتين]:
لَئِنْ عادَلِي عبدُ العَزِيزِ بِمِثْلِهَا * وَأَمكَنَنِي مِنْها إِذاً لا أُقِيلُها
﴿ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمِينَ ﴾


الصفحة التالية
Icon