قال تعالى يا أيها المؤمنون "ما ظَنَنْتُمْ" أولا "أَنْ يَخْرُجُوا" هؤلاء اليهود من مدينتهم لشدة تحصّنهم فيها وتهالككم عليها لما لهم فيها من الأموال وقدم السّكنى "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ" بأس "اللَّهِ" فلم يفكروا بالخروج من وطنهم "فَأَتاهُمُ اللَّهُ" هذه الجملة من آيات الصّفات التي أشرنا إليها أول آل عمران أي حل بهم بلاؤه وألقى في قلوبهم الخوف وتحقق الإهلاك والدّمار من قبل الرّسول وأصحابه "مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا" ولم يخطر ببالهم أن رئيسهم يقتله أخوه لأمه، وأن محمدا يحيط بهم ويقسرهم على الخروج، وقد هددهم بالقتل إن لم يخرجوا "وَ" أن اللّه "قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ" حتى صاروا بحالة "يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ" لئلا يسكنها أحد من بعدهم "وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ" تخرّب بيوتهم أيضا ليدخلوها