روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال حرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم نخل بني النّضير وقطع أشجار البويرة وهي اسم موقع لهم فنزل (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) الآية، وفيها قال حسان بن ثابت :
وهان على سراة بني لوي حريق بالبويرة مستطير
وهذا واللّه أعلم قبل إسلامه وإلّا لمدحهم على ذلك، لأن في هذا البيت معنى التأنيب وعدم الرّضى بالفعل.
الحكم الشّرعي يجوز هدم حصون الكفار وديارهم وحرقها وتدميرها وقطع أشجارهم وفعل كلّ ما يغيظهم لحملهم على التسليم وإذلالهم و إهانتهم وكسر شوكتهم.
قال تعالى "وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ" يكون خاصة لحضرة الرّسول يضعه حيث شاء، لأن الذي يقسم على الجيش هو الذي يحصل بالمقاتلة أو المشقة، وهذا ليس كذلك، لأن قريتهم على ميلين من المدينة، وقد جاؤا مشيا على الأقدام ولم يتجشموا من جرائهم تعبا ولا نصبا.


الصفحة التالية
Icon