وروى مسلم عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة يا ابن اختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول اللّه فسبوهم وأخرج الترمذي عن عبد اللّه بن معقل قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول، اللّه اللّه في أصحابي، لا تتّخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللّه، ومن آذى اللّه فيوشك أن يأخذه فيطرحه في جهنم.
قال تعالى (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) الآية ١٠٣ من سورة هود في ج ٢ فعلى العاقل أن لا يذكر أصحاب الرّسول إلّا بخير، ولا ينتقدهم، ولا يقبح رأيهم، ولا يعيبهم بشيء أبدا.
وقال جابر قيل لعائشة إن أناسا يتناولون أصحاب رسول اللّه حتى أبا بكر وعمر، فقالت وما تعجبون من هذا ؟ انقطع عنهم العمل وأحب اللّه أن لا ينقطع عنهم الأجر.
أي أن اللّه تعالى يثيبهم بسبب غيبتهم، وقد يأخذ من حسنات مغتابيهم فيضعها إليهم، ويأخذ من سيئاتهم فيطرحها على المغتابين وهم لا سيئات لهم إلّا أنه قد يقع منهم مما هو خلاف الأولى فيحسب عليهم سيئة بالنسبة لمقامهم الرّفيع.
وقال مالك بن أنس من انتقص أحدا من أصحاب رسول اللّه أو كان في قلبه غل عليهم فليس له حق في فيء المسلمين، ثم تلا هذه الآية.
وسمع ابن عباس رجلا ينال من أصحاب رسول اللّه فقال له من المهاجرين الأولين أنت ؟ قال لا، قال فمن الأنصار أنت ؟ قال لا، قال فأنا أشهد بأنك لست من التابعين لهم بإحسان.
وقال مالك بن مغول وفي نسخة بن مفعول، قال قال الشّعبي يا مالك تفاضلت اليهود والنّصارى على الرّافضة بخصلة، سئلت اليهود من