" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. سبح... الحشر )
السّورة مدنيّة بالاتِّفاق.
آياتها أَربع وعشرون.
كلماتها أَربعمائة وخمس وأَربعون.
حروفها أَلف وتسعمائة وثلاث عشرة.
فواصل آياتها (مَن برّ) على الباءِ آيتان : العقاب فى موضعين.
سمّيت سورة الحشر ؛ لقوله :﴿لأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾.
معظم مقصود السّورة : الخبر عن جلاءِ بنى النَّضير، وقَسْم الغنائم، وتفصيل حال المهاجرين والأَنصار، والشكاية من المنافقين فى واقعة قُرَيظة، وذكر بَرْصِيصاء العابد، والنّظر إِلى العواقب، وتأْثير نزول القرآن، وذكر أَسماءِ الحقِّ تعالى وصفاته، وبيان أَنَّ جملة الخلائق فى تسبيحه وتقديسه فى قوله :﴿لَهُ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى﴾ إِلى آخر السّورة.
ليس فيها منسوخ.
المتشابهات
قوله تعالى :﴿وَمَآ أَفَآءَ اللَّهُ﴾ وبعده :﴿مَآ أَفَآءَ اللَّهُ﴾ بغير واو ؛ لأَنَّ الأَوّل معطوف على قوله :﴿مَا قَطَعْتُمْ﴾ والثَّانى استئناف ليس له به تعلُّق.
وقول من قال : إِنَّه بدل من الأَوّل مزيّف عند أَكثر المفسّرين.
قوله :﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾ وبعده :﴿قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُوْنَ﴾ لأَنَّ الأَوّل متّصل بقوله :﴿لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ اللَّهِ﴾ لأَنَّهم يرون الظَّاهر، ولا يفقهون على ما استتر عليهم، والفقه معرفةُ ظاهر الشىء وغامضه بسرعة فِطنة، فنَفَى عنهم ذلك.
والثانى متَّصل بقوله :﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ أَى لو عَقَلوا لاجتمعوا على الحقِّ، ولم يتفرّقوا.
فضل السّورة
فيه أَحاديث منكَرة، منها حديث أُبىّ : مَن قرأَ سورة الحشر لم يبق جنَّة، ولا نار، ولا عَرْش، ولا كُرْسىّ، ولا حجاب، ولا السّموات السّبع، والأَرضون السّبع، والهوامّ، والرّيح، والطَّير، والشجر، والدّواب، والجبال والشمس، والقمر، والملائكة - إِلاَّ صَلَّوْا عليه.


الصفحة التالية
Icon