ولما كان هذا دعاء جامعاً للخير، لقنهم ما يجيبهم في لزومه والتخلق به مع ما فيه من التملق للإله والتعريض له بقوة الرجاء فقال :﴿ربنا﴾ أي أيها المحسن إلينا بتعليم ما لمن نكن نعلم، وأكدوا إعلاماً بأنهم يعتقدون ما يقولونه وإن ظهر من أفعالهم ما يقدح في اعتقادهم ولو في بعض الأوقات فقالوا :﴿إنك رؤوف﴾ أي راحم أشد الرحمة لمن كانت له بك وصلة بفعل من أفعال الخير ﴿رحيم﴾ مكرم غاية الإكرام لمن أردته ولو لم يكن له وصلة، فأنت جدير بأن تجيبنا لأنا بين أن يكون لنا وصلة فنكون من أهل الرأفة، أو لا فنكون من أهل الرحمة، فقد أفادت هذه الآية أن من كان في قلبه غل على أحد من الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ فليس ممن عنى الله بهذه الآية. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ٥٢٤ ـ ٥٢٨﴾