، وأخبرت الآية بمغيب وقد أخبر النبي ﷺ بجلاء أهل خيبر، ويحتمل أن يكون آخر الحشر في قول النبي عليه السلام في مرضه :" لا يبقين دينان في جزيرة العرب "، فإن ذلك يتضمن إجلاء بقاياهم قال الخليل في ما حكى الزجاج : سميت جزيرة لأنه أحاط بها بحر الحبشة وبحر فارس ودجلة والفرات، وفي هذه الإحاطة نظر. وقوله تعالى :﴿ ما ظننتم أن يخرجوا ﴾ معناه : لمنعتهم وكثرة عددهم، فلم تكن آمالكم وظنونكم تنتهي إلى أنهم يخرجون ويدعون أموالهم لكم، وبحسب ذلك من المنعة والعدد والتحصن ظنوا هم أن لن يقدر عليهم وقوله تعالى :﴿ من الله ﴾ يريد : من جند الله حزب الله وقوله تعالى :﴿ فأتاهم الله ﴾ عبارة عن إظهاره تعالى المسلمين عليهم وإلقائهم في حيز الهزم والذل.