ولما كان الكلام في النهي عن موادة الذي يحادون الله، وكان ذلك لمن دون الخلص، أكد بإعادة النافي لاحتياجهم للتأكيد فقال :﴿وما﴾ ولما كان جميع ما عبدوه ما أشركوا به من الأرضيات من شجر وصنم وبقر وغيرها لا يعد والأرض التي هم عليها، أفرد فقال :﴿في الأرض ﴾.
ولما شمل هذا جميع العالم، أشار إلى أن عظمته لا تنتهي فقال :﴿وهو﴾ أي والحال أنه وحده ﴿العزيز﴾ الذي يغلب كل شيء ولا يمتنع عليه شيء ﴿الحكيم﴾ الذي نفذ علمه في الظواهر والبواطن وأحاط بكل شيء فأتقن ما أراد، فكل ما خلقه جعله على وحدانيته دليلاً، وإلى بيان ما له من العزة والحكمة سبيلاً.


الصفحة التالية
Icon