(واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)..
فتزيد هذه القلوب حساسية ورهبة واستحياء.. والله خبير بما يعملون..
وبمناسبة ما تدعوهم إليه هذه الآية من يقظة وتذكر يحذرهم في الآية التالية. من أن يكونوا (كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم).. وهي حالة عجيبة. ولكنها حقيقة.. فالذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى، وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى. وفي هذا نسيان لإنسانيته. وهذه الحقيقة تضاف إليها أو تنشأ عنها حقيقة أخرى، وهي نسيان هذا المخلوق لنفسه فلا يدخر لها زادا للحياة الطويلة الباقية، ولا ينظر فيما قدم لها في الغداة من رصيد.
(أولئك هم الفاسقون).. المنحرفون الخارجون.
وفي الآية التالية يقرر أن هؤلاء هم أصحاب النار، ويشير للمؤمنين ليسلكوا طريقا غير طريقهم وهم أصحاب الجنة. وطريق أصحاب الجنة غير طريق أصحاب النار:
(لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة. أصحاب الجنة هم الفائزون)..
لا يستويان طبيعة وحالا، ولا طريقا ولا سلوكا، ولا وجهة ولا مصيرا. فهما على مفرق طريقين لا يلتقيان أبدا في طريق. ولا يلتقيان أبدا في سمة. ولا يلتقيان أبدا في خطة. ولا يلتقيان أبدا في سياسة. ولا يلتقيان أبدا في صف واحد في دنيا ولا آخرة..
(أصحاب الجنة هم الفائزون).. يثبت مصيرهم ويدع مصير أصحاب النار مسكوتا عنه. معروفا. وكأنه ضائع لا يعنى به التعبير !
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)
الدرس السابع: ٢١ أثر القرآن على النفوس


الصفحة التالية
Icon