والثاني : الأجرام والأجسام وأعراضها، وفيه أن في ثبوت المجردات خلافاً قوياً، وأكثر السلف على نفيها، وتقديم الغيب لأن العلم به كالدليل على العلم بالشهادة، وقيل : لتقدمه على الشهادة فإن كل شهادة كان غيباً وما برز ما برز إلا من خزائن الغيب، وصاحب القيل الأخير يقول : إن تقديم الغيب لتقدمه في الوجود وتعلق العلم القديم به، واستدل بالآية على أنه تعالى عالم بجميع المعلومات، ووجهه ما أشرنا إليه، وتتضمن على ما قيل : دليلاً آخر عليه لأنها تدل على أنه لا معبود إلا هو ويلزمه أن يكون سبحانه خالقاً لكل شيء بالاختيار كما هو الواقع في نفس الأمر، والخلق بالاختيار يستحيل بدون العلم، ومن هنا قيل : الاستدلال بها على هذا المطلب أولى من الاستدلال بقوله تعالى :﴿ والله بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ ﴾ [ البقرة : ٢٨٢ ] ﴿ هُوَ الرحمن الرحيم ﴾ برحمة تليق بذاته سبحانه، والتأويل وإن ذكره علماء أجلاء من الماتريدية.
والأشاعرة لا يحتاج إليه سلفي كما حقق في التمييز وغيره.
﴿ هُوَ الله الذى لاَ إله إِلاَّ هُوَ ﴾
كرر لإبراز كمال الاعتناء بأمر التوحيد ﴿ الملك ﴾ المتصرف بالأمر والنهي، أو المالك لجميع الأشياء الذي له التصرف فيها، أو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء ويستحيل عليه الإذلال، أو الذي يولي ويعزل ولا يتصور عليه تولية ولا عزل.
أو المنفرد بالعز والسلطان، أو ذو الملك والملك خلقه، أو القادر أقوال حكاها الآمدي، وحكى الأخير عن القاضي أبي بكر ﴿ القدوس ﴾ البليغ في النزاهة عما يوجب نقصاناً، أو الذي له الكمال في كل وصف اختص به، أو الذي لا يحدّ ولا يتصور، وقرأ أبو السمال.
وأبو دينار الأعرابي ﴿ القدوس ﴾ بفتح القاف وهو لغة فيه لكنها نادرة، فقد قالوا : فعول بالضم كثير، وأما بالفتح فيأتي في الأسماء كسمور.
وتنور.