﴿ لَهُ الأسماء الحسنى ﴾ الدالة على محاسن المعاني ﴿ يُسَبّحُ لَهُ مَا فِى السماوات والأرض ﴾ من الموجودات بلسان الحال لما تضمنته من الحكم والمصالح التي يضيق عن حصرها نطاق البيان، أو بلسان المقال الذي أوتيه كل منها حسبما يليق به على ما قاله كثير من العارفين، وقد تقدم الكلام فيه ﴿ وَهُوَ العزيز الحكيم ﴾ الجامع للكمالات كافة فإنها مع تكثرها وتشعبها راجعة إلى كمال القدرة المؤذن به ﴿ العزيز ﴾ بناءاً على تفسيره بالغالب وإلى كمال العلم المؤذن به ﴿ الحكيم ﴾ بناءاً على تفسيره بالفاعل بمقتضى الحكمة، وفي ذلك إشارة إلى التحلية بعد التخلية كما في قوله تعالى :﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ السميع البصير ﴾ [ الشورى : ١١ ] فتأمل ولا تغفل.
ولهذه الآيات فضل عظيم كما دلت عليه عدة روايات، وأخرج الإمام أحمد.
والدارمي.
والترمذي وحسنه.
والطبراني.
وابن الضريس.
والبيهقي في "الشعب" عن معقل بن يسار عن النبي ﷺ قال :" من قال : حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات ذلك اليوم مات شهيداً ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة ".
وأخرج الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً " اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر ".
وأخرج أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن محمد بن الحنفية أن البراء بن عازب قال لعلي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه : أسألك بالله إلا ما خصصتني بأفضل ما خصك به رسول الله عليه الصلاة والسلام مما خصه به جبريل مما بعث به الرحمن عز وجل، قال : يا براء إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول الحديد عشر آيات وآخر الحشر، ثم قال : يا من هو هكذا وليس شيء هكذا غيره أسألك أن تفعل لي كذا وكذا فوالله يا براء لو دعوت علي لخسف بي.