بأهل مكة مرتدات، فقال الله تعالى "ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم ". وهذه تنظيمات عادلة تدل على روح الدين ولم يطل بها عهد،
فسرعان ما فتحت مكة ودكت معاقل الوثنية وبنيت الأسر المسلمة على التوحيد الخالص. على أن الإسلام - كما تقرر فى سورة المائدة أباح الزواج بالمحصنات من الكتابيات، وأين هن اليوم؟ إن الحضارة الحديثة قلما تعرف الإحصان، فقد غاضت فى ربوعها مواريث النبوات الأولى... وانتهت سورة الممتحنة بهذا الميثاق :" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله... ". وقد بايع النبى النساء بعد فتح مكة، وكانت المبايعة شفوية لم يضع يده فى يد واحدة منهن... إن الذى يقرأ قصة الحضارة لديورانت يعلم أن الجو الدينى قد يذهب طهره كله بالعلاقة الفوضوية بين الرهبان والنساء، فمن الخير المباعدة بين أنفاس هؤلاء وأولئك، ولذلك حدد النبى صلاته بالنساء الأجنبيات تحديدا صارما، "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٤٥٢ ـ ٤٥٤﴾