فصل فى معانى السورة كاملة
قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الممتحنة
تلقون إليهم بالمودة : أي ترسلون إليهم أخبار الرسول بسبب المودة التي بينكم وبينهم، يخرجون الرسول وإياكم : أي من مكة، أن تؤمنوا باللّه : أي لأجل
إيمانكم باللّه، ضل : أي أخطأ، وسواء السبيل : أي الطريق المستوي وهو طريق الحق، إن يثقفوكم : أي يظفروا بكم، وأصل الثقف : الحذق فى إدراك الشيء وفعله ومنه رجل ثقف لقف، بالسوء : أي بما يسوءكم من القتل والأسر والشتم، وودّوا لو تكفرون : أي وتمنوا كفركم، أرحامكم : أي قراباتكم، يفصل بينكم : أي يفرق بينكم من شدة الهول.
الأسوة :(بضم الهمزة وكسرها وبهما قرئ) من يؤتسى به، كالقدوة لمن يقتدى به والجمع أسى، برآء واحدهم برىء كظرفاء وظريف : أي متبرئون ومنكرون لما تعملون، وما تعبدون : أي الأصنام والكواكب وغيرها، البغضاء : أي البغض والكراهة، لا تجعلنا فتنة للذين كفروا : أي لا تسلطهم علينا فيفتنونا بعذاب لا نحتمله، من قولهم : فتن الفضة : أي أذابها، يرجو اللّه : أي يؤمل ثوابه، واليوم الآخر، أي مجيئه، ومن يتولّ : أي ومن يعص النصيحة.
عسى : كلمة تفيد رجاء حصول ما بعدها، فإذا صدرت من اللّه فما بعدها واجب الوقوع، أن تبروهم : أي تفعلوا البر والخير لهم، وتقسطوا إليهم : أي تعدلوا فيهم بالبر والإحسان، المقسطين : أي العادلين، وظاهروا : أي ساعدوا، أن تولوهم : أي أن تكونوا أولياء وأنصارا لهم.
فامتحنوهن : أي فاختبروهن بما يغلب به على ظنكم موافقة قلوبهن لألسنّهن فى الإيمان، علمتموهن : أي ظننتموهن، إلى الكفار : أي إلى أزواجهن الكفار أجورهن : أي مهورهن، وعصم : واحدها عصمة، وهى ما يعتصم به من عقد وسبب، والكوافر : واحدتهن كافرة : فعاقبتم : أي فكانت العقبى لكم، أي الغلبة والنصر لكم، حتى غنمتم منهم.