وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الممتحنة
(أسوة حسنة) [٤] قدوة. وقيل: عبرة. (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء) [٤] العداوة بالفعال والبغضاء بالقلوب. (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك) [٤] أي: [تأسوا] به إلا في استغفاره لأبيه المشرك. (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) [٥] أي: لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على حق. وهذا من دعاء إبراهيم، وإنما تكررت الأسوة بهذا، [إذ] كان من إبراهيم فعل حسن: وهو التبرؤ من أبيه وقومه الكافرين، وقول حسن، وهو هذا الدعاء.
(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم) [٧] قال الزهري: "نزلت في أبي سفيان، وكان النبي عليه السلام استعمله على بعض بلاد اليمن، فلما قبض عليه السلام أقبل فلقي ذا الخمار مرتداً، فقاتله، فكان أول من قاتل على الردة، فتلك المودة بعد المعاداة". (عن الذين لم يقاتلوكم) [٨] خزاعة. و(الذين قاتلوكم) [٩]
أهل مكة. (فامتحنوهن) [١٠] استحلفوهن ما خرجن إلا للإسلام دون [بغض] الأزواج. (فلا تزجعوهن إلى الكفار) [١٠] حين جاءت سبيعة/السلمية مسلمة بعد الحديبية، فجاء زوجها مسافر فقال: يا محمد قد شرطت لنا رد النساء، وطين الكتاب [لم] يجف، اردد علي امرأتي.
(وءاتوهم ما أنفقوا) [١٠] أي: ما آتوهن من المهور، وجب ذلك بسبب الشرط ثم نسخ. (وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم) [١١] أي: غزوتم [بعقب] ما يغزونكم فغنمتم. وله معنيان، وفيه لغتان: عاقب وعقب، وأحد المعنيين من المعاقبة، التي هي: المناوبة.
والثاني، من الإصابة في العاقبة [سبياً واغتناماً]. (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن) [١٢] ما تلقطه المرأة بيدها من لقيط فتلحقه بالزوج. (وأرجلهن) [١٢] ما تلحقه به من الزنا.
[تمت سورة الممتحنة]. أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ١٤٩٥ ـ ١٤٩٩﴾


الصفحة التالية
Icon