واعلموا أني أنا اللّه ربكم غني عنكم وعن الخلق أجمع، أقول لكم على سبيل التقريع والتعنيف لتذكروا أمركم وتدبروا عاقبته كيف "تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ" وتظهرون لهم المحبة وتبدون لهم النصيحة بقصد الصحبة معهم خفية عن نبيكم "وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ" من ذلك واني مخبر نبيكم بما يقع منكم، فانتهوا عن هذا ولا تفعلوه أبدا "وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ" بعد هذا النهي فيسر إليهم بشيء من ذلك "فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ" (١) وبقي تائها في عماه لا يهتدي إلى خير.
مطلب الاخبار بالغيب في كتاب حاطب لأهل هكة ونصيحة اللّه للمؤمنين في ذلك :
وسبب نزول هذه الآية هو ما رواه البخاري ومسلم عن علي كرم اللّه وجهه قال بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (بقرب حمراء الأسد من أرض المدينة) فان بها ظعينة أي المرأة المسافرة سارة مولاة ابي عمرو بن صيفي بن هاشم حليف بني أسد بن عبد العزى معها كتاب فخذوه منها