والمراد بإلقاء الثياب ما عندها من أشياء ولباس كي يتحروه لا غير، إذ لا يظن بأصحاب رسول اللّه ما يتصوره الغير من هذا الكلام، قال تعالى مبيّنا ما ننطوي عليه قلوب الكفرة على المؤمنين "إِنْ يَثْقَفُوكُمْ" يظفروا بكم هؤلاء الذين تتقربون إليهم "يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً" ولا يقدرون مودتكم لهم بل يعدونها نفاقا منكم لهم وخوفا منهم لأنهم يتربصون بكم الدوائر وعند سنوح الفرصة ينتقمون منكم "وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ" بالقتل والسلب والسبي "وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ" من سب وشتم وتحقير وإهانة ونسبة الكذب والخيانة، لأن العدو إذا عرفكم خنتم قومكم بما تطلعونه عليه من أخباركم لا يأمن لكم ولا يولونكم من أمرهم شيئا ويقولون لكم إن الذي يخون قومه فهو لغيرهم أخون فلا يركن إليكم ولا يأمنكم، فتبقون محقرين عندهم أذلاء مهانين مهددين بالقتل والسبي إن لم يقتلوكم حالا "وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ" (٢) وترجعون إلى دينهم، وانهم لاسمح اللّه لو ظفروا بكم لقسروكم على الكفر لتكونوا