وقال الشيخ أحمد عبد الكريم الأشموني :
سورة الممتحِنة
بكسر الحاء أي المختبرة مدنية ثلاث عشرة آية اتفاقاً ليس فيها اختلاف وكلمها ثلاثمائة وثمان وأربعون كلمة وحروفها ألف وخمسمائة وعشرة أحرف
أولياء (تام) عند يحيى بن نصير النحوي على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل تلقون نعت أولياء أو مفعولاً ثانياً لتتخذوا أو حالاً من فاعل تتخذوا أي لا تتخذوا ملقين المودة وكذا إن جعل تلقون تفسير لاتخاذهم أولياء لأنَّ تفسير الشيء لاحق به ومتمم له قال الزمخشري فإن قلت إذا جعلت تلقون صفة لأولياء فقد جرى على غير من هوله فأين الضمير البارز وهو قولك تلقون إليهم أنتم قلت ذاك إنَّما اشترطوه في الأسماء دون الأفعال وتلقون فعل أي واعترض أبو حيان كون تلقون صفة أو حالاً بأنَّهما قيدان وهم قد نهوا عن اتخاذهم أولياء مطلقاً قال تعالى لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء والقيد بالحال والوصف يوهم جواز اتخاذهم أولياء إذا انتفى القيدان قال تلميذه السمين ولا يلزم ما قال لأنَّه معلوم من القواعد الشرعية فلا مفهوم لهما البتة وعلى أن تلقون مستأنف لا وقف من تلقون إلى تسرون إليهم بالمودة لاتصال الكلام بعضه ببعض فلا يوقف على بالمودة الأولى لأنَّ وقد كفروا جملة حالية وذوا لحال الضمير في تلقون أي توادونهم وهذه حالتهم ولا على من الحق ولا على الرسول ولا على إياكم لأنَّه معطوف على الرسول أي يخرجون الرسول ويخرجونكم وأيضاً قوله أن تؤمنوا بالله مفعول يخرجون ومنهم من جعل إن كنتم خرجتم جهاداً شرطاً جوابه ما قبله كأنَّه قال يا أيها الذين آمنوا إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
تسرون إليهم بالمودة (حسن)
وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم (تام) للابتداء بالشرط
سواء السبيل (كاف) ومثله وألسنتهم بالسوء على استئناف ما بعده


الصفحة التالية
Icon