العدو اسم يقع للجمع والمفرد والمراد به هاهنا كفار قريش، وهذه الآية نزلت بسبب حاطب بن أبي بلتعة، وذلك أن رسول الله ﷺ أراد الخروج إلى مكة عام الحديبية فورى عن ذلك بخيبر، فشاع في الناس أنه خارج إلى خيبر، وأخبر هو جماعة من كبار أصحابه بقصده، منهم حاطب بن أبي بلتعة فكتب حاطب إلى قوم من كفار مكة يخبرهم بقصد رسول الله ﷺ إياهم فجاء الخبر إلى رسول الله ﷺ، فبعث علياً والزبير وثالثاً هو المقداد، وقيل أبو مرثد، وقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين، فانطلقوا حتى وجدوا المرأة واسمها سارة مولاة لقوم من قريش، وقيل بل كانت امرأة من مزينة ولم تكن سارة، فقالوا لها : أخرجي الكتاب. قالت : ما معي كتاب، ففتشوا جميع رحلها فما وجدوا شيئاً، فقال بعضهم : ما معها كتاب، فقال علي : ما كذب رسول الله ﷺ ولا تكذبي والله لتخرجن الكتاب أو لنجردنك. قالت : أعرضوا عني فحلته من قرون رأسها، وقيل : أخرجته من حجزتها، فجاؤوا به رسول الله ﷺ فقال لحاطب : من كتب هذا؟ فقال : أنا يا رسول الله ولكن لا تعجل علي فوالله ما فعلت ذلك ارتداداً عن ديني ولا رغبة عنه ولكني كنت أمرأً ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسها فأحببت أن تكون لي عندهم يد يرعونني بها في قرابتي. فقال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله ﷺ صدق حاطب إنه من أهل بدر وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر. فقال :" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، ولا تقولوا لحاطب إلا خير "، فنزلت الآية بهذا السبب، وروي أن حاطباً كتب أن رسول الله ﷺ يريد غزوكم في مثل الليل، والسيل، وأقسم بالله لو غزاكم وحده لنصر عليكم فكيف وهو في جمع كثير، و﴿ تلقون ﴾ في موضع الصفة ل {


الصفحة التالية
Icon