وإما أن يكون كلام ابن عباس على وجه المثال لحصول المودة مع بعض المشركين، وحصولُ مثل تلك المودة يهيّىء صاحبه إلى الإِسلام واستبعد ابن عطية صحة ما روي عن ابن عباس.
و﴿ عسى ﴾ فعل مقاربة وهو مستعمل هنا في رجاء المسلمين ذلك من الله أو مستعملة في الوعد مجردة عن الرجاء.
قال في "الكشاف" : كما يقول المَلك في بعض الحوائج عسى أو لعل فلا تبقى شبهة للمحتاج في تمام ذلك.
وضمير ﴿ منهم ﴾ عائد إلى العدوّ من قوله :﴿ لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ﴾ [ الممتحنة : ١ ].
وجملة ﴿ والله قدير ﴾ تذييل.
والمعنى : أنه شديد القدرة على أن يغير الأحوال فيَصيرَ المشركون مؤمنين صادقين وتصيرون أوِدَّاء لهم.
وعطف على التذييل جملة ﴿ والله غفور رحيم ﴾، أي يغفر لمن أنابوا إليه ويرحمهم فلا عجب أن يصيروا أودّاء لكم كما تصيرون أوداء لهم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢٨ صـ ﴾